فصل: قال الخطيب الإسكافي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الجواب عنه إنما جاز حذف الياء من الأم تشبيها بياء الإضافة في قول القائل يا غلام وذلك أنا جعلنا الاسمين اسما واحدا فتنزلا منزلة اسم واحد كأنك تنادي واحدا لأنك إذا قلت يا بن أم كأنك قلت يا أخ فهو بمنزلة قولك يا غلام ويا قوم.
{ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم 157}.
قرأ ابن عامر ويضع عنهم آصارهم على الجمع أي أثقالهم تقول إصر وآصار مثل جذع وأجذاع وفي قراءته همزتان الأولى ألف الجمع والثانية اصلية فلما اجتمعت همزتان لينوا الثانية والأصل أأصارهم وحجته أنه لم يختلف في جمع الأغلال وهي نسق على الإصر وكذلك آصارهم لقوله والأغلال التي كانت عليهم قيل إن الآصار هي العهود.
وقرأ الباقون إصرهم وحجتهم قوله تعالى: {ربنا ولا تحمل علينا إصرا} وقوله: {وأخذتم على ذلكم إصري} فردوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه.
عن سعيد بن جبير ويضع عنهم إصرهم قال شدة العبادة.
{وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئتكم سنزيد المحسنين 161}.
قرأ نافع تغفر لكم بالتاء مضمومة خطيئآتكم على الجمع.
وضم التاء على ما لم يسم فاعله وهي جمع سلامة كما تقول صحيفة وصحائف وحجته أن أول الآية وإذ قيل لهم على ما لم يسم فاعله فكذلك تغفر على ما لم يسم فاعله والتاء في قوله تغفر فعل جماعة تقدم.
وقرأ ابن عامر تغفر بالتاء أيضا إلا أنه وحد فقرأ خطيئتكم وحجته أن الواحدة تؤدي عن الجمع قال الله تعالى: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}.
وقرأ أبو عمرو نغفر لكم بالنون الله أخبر عن نفسه وحجته قوله سنزيد المحسنين خطاياكم بالجمع جمع تكسير كما تقول رعية ورعايا وبرية وبرايا وضحية وضحايا.
قال سيبويه الأصل في خطايا خطائي مثل خطائع فيجب أن يبدل من هذه الياء همزة فيصير خطائئي مثل خطايع وإنما همز ليكون فرقا بين الأصلية وغير الأصلية مثل معيشة فتجتمع همزتان فنقلب الثانية ياء فتصير خطائي مثل خطاعي ثم يجب أن تقلب الياء والكسرة إلى الفتحة والألف فتصير خطاءا مثل خطاءا فيجب أن تبدل الهمزة ياء لوقوعها بين ألفين فتصير خطايا وإنما أبدلت الهمزة حين وقعت بين ألفين لأن الهمزة مجانسة للألفات فاجتمعت ثلاثة أحرف من جنس واحد.
وقرأ ابن كثير وأهل الكوفة نغفر بالنون أيضا خطيئاتكم.
بالتاء مهموزة على الجمع جمع السلامة نحو سفينة وسفينات وصحيفة وصحيفات وخطيئة وخطيئات على وزن فعيلات وهي في موضع نصب وإنما كسرت التاء لأنها غير أصلية.
{قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون 164}.
قرأ حفص عن عاصم قالوا معذرة بالنصب على المصدر وحجته أن الكلام جواب كأنه قيل لهم لم تعظون قوما الله مهلكهم فأجابوا فقالوا نعظهم اعتذارا ومعذرة إلى ربهم.
وقرأ الباقون معذرة بالرفع قال سيبويه معناه موعظتنا إياهم معذرة فالمعنى أنهم قالوا الأمر بالمعروف واجب علينا فعلينا موعظة هؤلاء لعلهم يتقون.
{وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون 165}.
قرأ ابن عامر بعذاب بئس بكسر الباء وبهمزة ساكنة خرج الهمزة على الأصل ولم يلف في الهمزة هاهنا ثقل لخفة الحرف وقلة حروفه.
وقرأ نافع بعذاب بيس بغير همز فعل من البؤس ترك همزه فأبدلت الياء من الهمزة لثقل الهمز لأن الياء أخف منه.
وقرأ أبو بكر عن عاصم بيأس على فيعل مثل رجل صيرف إذا كان يتصرف في الأمور.
وقرأ الباقون بعذاب بئيس على فعيل من البؤس وتفسيره الشديد.
{ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون}.
{والذين يمسكون بالكتاب} 169 و170.
قرأ نافع وابن عامر وحفص أفلا تعقلون بالتاء على الخطاب وقرأ الباقون بالياء إخبار عنهم.
قرأ أبو بكر والذين يمسكون بالكتاب بالتخفيف أي يأخذون بما فيه من حلاله وحرامه وحجته قوله فكلوا مما أمسكن عليكم وقوله أمسك عليك زوجك ولم يقل مسك.
وقرأ الباقون يمسكون بالتشديد وحجتهم في ذلك أنهم قالوا إنما يقال مسكت بالشيء فإذا خففوا لم يدخلوا بالباء وقالوا أمسكت الشيء ولا يقال أمسكت بالشيء.
الجواب عن قراءة أبي بكر أن العرب تزيد الباء وفي كتاب الله عينا يشرب بها عباد الله أي يشربها والباء زائدة فكذلك تقول أمسكت بالشيء معناه أمسكت الشيء.
{وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيمة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا} 172 و173.
قرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو من ظهورهم ذرياتهم بالألف وكسر التاء وحجتهم أن الذريات الأعقاب المتناسلة وأنها إذا كانت كذلك كانت أكثر من الذرية واحتج أبو عمرو في ذلك عند قوله هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين أن الذرية ما كان في حجورهم وأن الذريات ما تناسل بعدهم وأحال أن تكون ذريات بقد قوله قرة أعين وقال لأن الإنسان لا تقر عينه بما كان بعده.
وقرأ أهل مكة والكوفة ذريتهم وحجتهم أن الذرية لما في الجحور وما يتناسل بعد والدلالة على ذلك قوله تعالى: {أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم} فلا شيء أكثر من ذرية آدم والذين لم يرهم آدم من ذريته أكثر من الذين رآهم وقد أجمعوا هنا على ذرية بلا خلاف بين الأمة فكان رد ما اختلفوا إلى ما أجمعوا عليه أولى بالصواب وقوله عقيب ذلك وكنا ذرية من بعدهم 173 بلفظ واحد أدل دليل على صحة التوحيد إذ كانوا هم الذين أخبر عنهم وقد أجمعوا على التوحيد.
قرأ أبو عمرو أن يقولو يوم القيامة أو يقولوا بالياء فيهما وحجته ذكرها اليزيدي فقال وتصديقها قوله من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم وبعدها أيضا وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون 174 فذكر أبو عمرو فذهب إلى أن الكلام أجري على لفظ ما تقدمه من الخبر عن الذرية لأن الكلام ابتداؤه بالخبر عنهم فما كان في سياقه فهو جار على لفظه ومعناه فكل هذا خبر عنهم.
وقرأ الباقون بالتاء ردوا الكلام على المخاطبة وحجتهم قوله ألست بربكم فجرى ما بعده على لفظه وسياقه عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهوره ذريتهم قال: أخذوا من ظهره كما يؤخذ من الراس بالمشط فقال لهم ألست بربكم قالوا بلى قالت الملائكة: شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أي لئلا تقولوا يوم القيامة.
{وذروا الذين يلحدون في أسمائه 180}.
قرأ حمزة وذروا الذين يلحدون بفتح الياء والحاء وقرأ الباقون يلحدون بضم الياء وكسر الحاء.
قال الكسائي هما لغتان يقال لحد وألحد وقال غيره يلحدون أي يطعنون في أسمائه ويلحدون يعرضون وكان ابن جريج يقول يلحدون قال اشتقوا أسماء آلهتهم من أسماء الله اشتقوا العزى من العزيز واللات من الله وقال أبو عبيد يلحدون يجورون ولا يستقيمون وإنما سمي اللحد لأنه في ناحية ولو كان مستقيما كان ضريحا وحجة الرفع قوله ومن يرد فيه بإلحاد أي باعتراض.
{من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون 185}.
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير ونذرهم في طغيانهم بالنون والرفع على الاستئناف أي نحن نذرهم أخبر عن نفسه.
وقرأ أبو عمرو وعاصم ويذرهم بالياء والرفع على الاستئناف ايضا وحجتهما قوله من يضلل الله ثم قال ويذرهم أي ويذرهم الله إخبار عنه.
قرأ حمزة والكسائي ويذرهم بالياء والجزم عطفا على موضع الفاء في قوله فلا هادي له المعنى من يضلل الله يذره في طغيانه.
{جعلا له شركاء فيما ءآتهما 190}.
قرأ نافع وأبو بكر جعلا له شركا بكسر الشين وحجتهما أنها قراءة ابن عباس وهي مع ذلك أبعد من الالتباس لأنهما لم يجعلا له شركاء جماعة وإنما سميا الولد عبد الحارث ولا يقال للحارث شركاء لأنه واحد وكأن المعنى فلما آتاهما صالحا جعلا له نصيبا لم يخلصاه له بتسميتهما إياه عبد الحارث والتفاسير على ذلك تدل كان ابن جبير يقول شركا في طاعته ولم يكن في عبادته قال الزجاج من قرأ شركا فهو مصدر شركت الرجل أشركه شركا قال بعضهم ينبغي أن يكون عن قراءة من قرأ شركا جعلا لغيره شركا يقول لأنهما لا ينكران إن يكون الأصل له جل وعز فالشرك يجعل لغيره وهذا على معنى جعلا له ذا شرك فحذف ذا مثل وسل القرية.
وقرأ الباقون شركاء على فعلاء جمع شريك وحجتهم في ذلك أن آدم وحواء كانا يدينان بأن ولدهما من رزق الله وعطيته ثم سمياه عبد الحارث فجعلا لإبليس فيه شركاء بالاسم ولو كانت القراءة شركا وجب أن يكون الكلام جعلا لغيره فيه شركا وفي نزول وحي الله جل وعز بقوله: {جعلا له} ما يوضح أن الصحيح من القراءة شركاء بضم الشين على ما بيناه فإن قال قائل فإن آدم.
وحواء إنما سميا ابنهما عبد الحارث والحارث واحد وقوله شركاء جماعة قيل إن العرب تخرج الخبر عن الواحد مخرج الخبر عن الجماعة كقوله تعالى: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم}.
{وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم 193}.
قرأ نافع لا يتبعوكم ساكنة التاء من تبع يتبع.
وقرأ الباقون لا يتبعوكم من اتبع يتبع وحجتهم إجماع الجميع على قوله إلا لنعلم من يتبع الرسول بالتشديد.
{إن الذين اتقوا إذا مسهم طئف من الشيطن تذكروا فإذا هم مبصرون 201}.
قرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة طائف بالألف من طاف به إذا دار حوله فهو طايف كذا قال الكسائي وقال غيره هو من طاف به من وسوسة الشيطان.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو طيف من الشيطان أي لمة وخطرة من الشيطان وكان مجاهد يقول طيف من الشيطان غضب وحجتهم قوله قبله وإما ينزغنك من الشيطان نزغ ولم يقل نازغ وقال وإذا مسكم الضر ولم يقل الضار ويقال أصابته نظرة ولا يقال ناظرة فقوله طيف يحتمل أن يكون مصدر طاف يطيف طيفا كما يقال طاف الخيال يطيف طيفا ويحتمل أن يكون اسما مثل الطاف سواء كما يقال مائت وميت والذي يدل عليه قراءة ابن مسعود طيف بالتشديد مثل هين وهين بالتشديد والتخفيف.
{وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون 202}.
قرأ نافع وإخوانهم يمدونهم بضم الياء وكسر الميم من من أمد يمد وهو من قولك أمددت الجيش إذا زدته بمدد قال الله تعالى: {وأمددناكم بأموال وبنين} فمعنى يمدونهم يزيدونهم غيا وكأنه قال يمدونهم من الغي.
وقرأ الباقون يمدونهم بفتح الياء من مد يمد إذا جر فقوله يمدونهم أي يجرونهم في الغي وقال قوم يمدونهم يتركونهم في الغي تقول العرب لأمدنك في باطلك أي لأتركنك فيه ولا أخرجك منه. اهـ.

.أسئلة وأجوبة في السورة الكريمة:

.قال الخطيب الإسكافي:

سورة الأعراف:

.62 الآية الأولى منها:

قوله تعالى: {ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين} الأعراف: 12-13.